المفهوم الشامل للثقافة العامة
قبل الدخول في تعريف الثقافة العامة، لابد لنا من المرور بأمور أكثر أهمية، وتتجلى في كون المثقف لا يقف عن كثرة المعلومات بل المعنى أكثر من ذلك فهو الشخص الذي يستطيع أن يساير العصر بتطوراته ويكون فردا من المجتمع الذي لا طالما لا تشوبه شائبة الملل.
إذن متى يمكن أن نصرح بأن المفهوم الشامل للثقافة العامة يسري في دم شخص ما؟ وماهي المعايير اللازم توفرها في الفرد لكي نلقبه بالمثقف؟
أثناء سفرياتك وبتجولك حول العالم تكتشف أشياء وعادات البلدان التي قمت بزيارتها مختلفة تماما عما هي عليه في بلدك الأم هنا تقف مهلة من الوقت بينك وبين نفسك وتقول يا الله كم كنت منغلقا عن نفسي في ضفاف غرفتي والعالم بأسره مليء بأشياء لم أكن أعلم بوجودها عندها يقوم عقلك الباطن بفتح ملفات جديدة دون أن تدرك ذلك ويقوم بتخزين أفكار وتجارب هذه الرحلة التي لا بد أنك ستستعيدها لا محالة في مرحلة ما من حياتك. ومن هنا تبدأ رحلة تكوين المفكر أو المثقف الذي يساير العالم ويسبر أغوار عوالم الكون الخفية ويكشف جميع حلول الألغاز وهنا لا أقصد بالألغاز التي نعرفها جميعا بألعاب الذكاء والشفرات الغامضة بل اكتشاف أسرار عقولنا التي نجهل خباياها. إلى هنا قد يتفق معي جل القراء لكن أغلبهم سيطرحون أسئلة كثيرة وأشهرها: نحن نتفق معك في هذه النقطة لكن ليس الكل متاح له السفر والتجول إلى بلدان أخرى وظروفي ليست كالتي عندك وهكذا.... أجيب وأقول كلامك صحيح ومنطقي وجوابي لك سهل للغاية هل تعلم أن عقلك كالخزانات التي لا تدري الكم الهائل من المعلومات يمكن استيعابها الحمد لله لن تتخيل عظمة هذه النعمة إلا إن استغللتها في هذا الجانب إلى هنا ستكون قد بدأت تقتنع حسنا أما بالنسبة لعدم السفر أو التجوال نستعين أخي بالتكنلوجيا فهي بمثابة بوابة للعالم ولا يوجد بيت يخلو من الكمبيوتر كما ترى الآن أنت تقرأ منه أو من الموبايل وتتابع جديد الأخبار والرياضة في العالم كله وأنت جالس في غرفتك.
أما بالنسبة للمعايير التي يجب توفرها في الشخص الذي يرغب بأن يصبح مثقفا فهي عديدة جدا ولكن نذكر منها الأهم فقبل أن يبدأ الإنسان في جمع المعلومات وتجارب الحياة عليه أولا أن يستكشف ذاته ويعرف أسرار شخصيته الغامضة بعدها يكون قد قطع شوطا مهما في الحياة ثم بعد ذلك عليه بمزاولة الرياضة التي تعتبر من الضروريات لإكمال هذه المسيرة ثم الصحة والتغذية تساعدان الجسم والعقل على حد سواء على تهيئة بيئة للتعلم بعيدا عن العراقيل الصحية التي تعتبر أحد مسببات الإهمال ثم يليها في الترتيب الإرادة والمثابرة وعدم الملل من التعلم لتنمي مهارة حب الاستطلاع لتشجع نفسك دائما على القراءة وكما تقوم بمزاولة الرياضة لنمو عضلاتك فالمخ كذلك يحتاج إلى التمار ين من خلال اللعب والقيام بحل بعض المسائل الرياضية مثل الشطرنج ولعبة سودوكو أو حل الكلمات المتقاطعة أو الشبكة الموجودة في الجرائد فهذا سبب رئيسي لترسيخ المعلومات في ذاكرتك التي تتسع مع مرور الوقت شيئا فشيئا.
وباتباعك لهذه الأسرار سوف تندهش كثيرا بمستواك المعرفي يتطور مع مرور الوقت وتشعر بالتحسن في حياتك.
قبل كل شيء عليك أولا أن تتوكل على الله وأن تجعل كل عملك خالصا لوجه الله واستعن بالصلاة وأكثر من الدعاء والتضرع إلى المولى عز وجل فتأكد أن الفلاح والنجاح سيكون من نصيبك لا محالة لكن باستمرارك على هذه الطريقة والله ولي التوفيق.